تقرير لصحيفة MCS يوثق استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجيش في شرق سنار وجبل مويا
الخرطوم –
أثارت تقارير متزايدة عن استخدام أسلحة كيميائية في ولايتي سنار وجبل مويا حالة واسعة من القلق وسط المدنيين السودانيين، خاصة بعد ظهور آثار ميدانية وصحية خطيرة رُصدت على السكان والأراضي الزراعية.
ووفقاً لشهادات مباشرة من مواطنين بالمنطقة، فقد أجبر معظم السكان على النزوح رغم انسحاب قوات الدعم السريع، نتيجة لتزايد الوفيات وانتشار الأمراض، إلى جانب المخاوف من الآثار البعيدة المدى على الأطفال وكبار السن.
شهادات من الميدان
المواطن (أ.م)، في الأربعينيات من عمره من مدينة سنار، ذكر أنه لاحظ خلال تنقلاته بين سنار وربك بين فبراير ومايو 2024، ظهور بقع صفراء غريبة في الأراضي الزراعية بمساحات تقارب الفدان الواحد، خصوصاً بين جبل التوت وجبل مويا، وصولاً إلى منطقة سكر سنار.
وأكد (أ.م) أن الأهالي بدأوا يعانون التهابات تنفسية حادة ومزمنة غير مألوفة، إذ أُصيب هو نفسه بعدوى رئوية في سبتمبر 2024 لم يتعافَ منها حتى الآن، فيما أُبلغ عن حالات إسهالات حادة ووفيات وُصفت رسمياً بالكوليرا، غير أن السكان شككوا في التشخيص، لاسيما مع ظهور أعراض غير معتادة بينها فشل كلوي والتهابات عيون حادة.
شهادة أخرى للسيدة (م.ع) من المنطقة ذاتها، أكدت أن ثلاثة من أفراد أسرتها الذين أُصيبوا بما شُخّص ككوليرا، باتوا الآن يعانون من فشل كلوي، فيما تزايدت إصابات العيون بشكل لافت وصلت لعدم تحمل ضوء النهار.
تأثير على التربة والزراعة
المزارع (ع.ع) من شرق سنار أشار إلى أن محصول الذرة (الطيبّات) فشل تماماً في الإنبات رغم مرور 45 يوماً، ما دفعه للاعتقاد بتسمم التربة. كما أكد جاره (أ.م) نفوق أعداد هائلة من الماشية في منطقة الريفايين بين جبل مويا والدالي والمزموم، فضلاً عن فشل محاصيل بستانية مثل البامية بسبب تراكم الأملاح في التربة.
وأضاف أنه كان يعثر يومياً على آلاف القوارض والزواحف النافقة في حقله، وذكر أنه جمع في مناسبة واحدة كيساً يزن 50 كيلوغراماً مملوءاً بالثعابين النافقة، بينما تجاوز عدد الفئران الميتة أكثر من 400.
أمراض وتشوهات خلقية
كشف (أ.م) عن إصابته بعدوى صدرية مزمنة اضطرته لمغادرة سنار مع أسرته، موضحاً أن أطفاله عانوا من طفوح جلدية شديدة في شكل بثور مائية. كما تعرضت زوجته (ح.م) لحالتي إجهاض بين أكتوبر 2024 ويونيو 2025.
وأشار إلى تسجيل حالات تشوهات خلقية وسط مواليد من عائلته، بينها طفل وُلد من دون فتحات عيون وتوفي بعد الولادة مباشرة، وآخر من دون أذنين، فيما توفيت رضيعة بعد 18 يوماً فقط لولادتها بسبب ملامح غير طبيعية.
خلاصة
يستند هذا التقرير إلى شهادات مباشرة من مناطق سنار وجبل مويا، مدعومة بصور تُظهر تشوهات خلقية وسط الأطفال حديثي الولادة. ويؤكد الأهالي أن ما يواجهونه هو “قاتل صامت” يمتد أثره إلى الأرض والمياه والهواء، ما يهدد حياتهم اليومية ومستقبل أجيال كاملة
إرسال التعليق