أدبخانة الفلول وزنقة المشتركة: الدولة السودانية في أزمة - صوت الوحدة

أدبخانة الفلول وزنقة المشتركة: الدولة السودانية في أزمة

الدولة السودانية تعاني من أزمة حقيقية، حيث تجلت مظاهر الفساد والاستبداد في ما يشبه “أدبخانة” الفلول. هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات تاريخية من الاستبداد والفساد.

“أدبخانة” كلمة تركية الأصل، وتُعرف في العامية السودانية بأنها المراحيض البلدية، وهي عبارة عن حفرة بعمق مترين يتم عرشها بالأشجار والمشمعات، ثم يُكَال عليها التراب. وقد أصبحت هذه الكلمة مجازًا تمثيليًا للمكان المناسب لجموع الفئة الباغية على رقاب الشعوب.

جيش الفلول سعى إلى توريط المجتمع السوداني في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ويسعى إلى جرّ الناس للمشاركة في إثم هذه الحرب. هذا الجيش يعتمد على تشكيل المليشيات القبلية والعقدية، وقد امتلأت بهم جدران “الأدبخانة” الفاسدة.

تم تجنيدهم عبر آلة إعلامية موجّهة، وخطابات عنصرية فجّة، أدّت بدورها إلى شرخ مجتمعي عميق. كما نظّمت الدولة حملات اعتقالات مبنية على قوانين الجهة الغريبة.

جيش الفلول وجد نفسه في مشهد عبثي بالغ الأنانية، بعيد عن فهم الواقع السوداني وتأثيرات الحرب الاجتماعية والاقتصادية على المواطن البسيط. وقد قُدِّر له أن يجرّ رجل “الفلنقايلت” (المشتركة) إلى هذه “الأدبخانة” الفاسدة، بعد أن كانت تنعم بصوت الحياد، كاشفةً كل ادعاءاتهم الزائفة بالنضال.

هم اليوم يحملون معول الارتزاق في صفّ جلادهم، مستخدمين البسطاء من أبنائهم في محرقة دولة الإرهاب. واليوم، يساومون على التسلط على رقاب الناس وهم صاغرون. وقد انطبق عليهم القول: “أنا برايي سويتا في نفسي”.

النصيحة الدائمة للفلنقيات كانت أن يكونوا على الحياد، وأن يحفظوا أنفسهم من شرّ الفتنة. لكنهم لم يستجيبوا، وها هم اليوم يتجرّعون مرارة خيانة “دولة 56”.

“دولة 56” هي عقبة في طريق تأسيس السودان؛ نموذج غير مشرّف بُني على الخداع والتكتيك السياسي، وعلى المَنّ على الشعوب، وتجهيل الناس عن عمد. لا أمل في الإصلاح ما دامت هذه الدولة قائمة على هذا النهج.

صدق “رقيق بيت السيف”:

يا ناس الكلام ده ما ببقّي
قالوا ببقّي
هوى ما بتنطّوا
قالوا ما بنطّ

إرسال التعليق

لقد فاتك