الوجهة الغريبة للدولة و حمولات التنميط الاجتماعي
الوجهة الغريبة للدولة وحمولات التنميط الاجتماعي
العقد الاجتماعي المتعارف عليه
يقوم العقد الاجتماعي المتعارف عليه بين الدولة والمواطن على مبدأ المواطنة المتساوية بين جميع الشعوب التي تشكّل هوية الدولة الحديثة. في المقابل، نجد دولة مثل السودان تمارس العنصرية في شكلها المجتمعي والمنظَّم، من خلال انعدام تكافؤ الفرص في مؤسسات الدولة المحمية بالقانون (الوجوه الغريبة).
تفسخ وانقسام حاد في البنية السودانية
هذا الوضع أدى إلى تفسخٍ وانقسامٍ حادٍّ في البنية السودانية. وما يُؤسَف له حقًا أن جميع نماذج الحكم التي مرت على الدولة السودانية كانت دائمًا تتهرب من عملية تأسيس حقيقية لدولةٍ تُشبه تعددنا، وتحترم إنسانية كل السودانيين الذين قُدّر لهم أن يُولدوا في هذا البلد.
استخدام نموذج المستعمر
ومن أجل الحفاظ على هذا الإرث، تم استخدام نموذج المستعمر في التفرقة بين القبائل المكوِّنة للشعوب السودانية، وهو النموذج المعروف بـ”فرّق تسد”. وللسخرية من القدر، وفي خضم هذه الحرب، ظهرت ورقة بحثية لطالب في الكلية الحربية بعنوان: “أنجع حرب الطيران في دارفور”. حين يطالع المرء هذا العنوان، لا يسعه إلا أن يقول: What the F**K!
دولة أسست نظامًا للفصل العنصري
لقد أسست الدولة نظامًا للفصل العنصري والتفرقة الاجتماعية، ما أدى إلى تشوهات مجتمعية واختلال في ميزان التمتع بالحقوق والخدمات على قدم المساواة. ويظهر هذا جليًا في الخدمة المدنية، خصوصًا في حكومات الولايات، التي روّجت لمفهوم “الوجه الغريب” داخل المؤسسة العامة.
التكتل السياسي العقدي الاجتماعي
نجد أن الدواوين الحكومية قامت على شكل تكتلات عِرقية، هدفها السيطرة على موارد المؤسسة الإيرادية. ويربط بين هذه التكتلات رابط الدم أو العقيدة السياسية، وهو ما يتجلى في السيطرة على الإدارات المالية واللوجستية، ما جعل من هذا التكتل السياسي–العقدي–الاجتماعي مدخلًا للتمييز في الترقية الوظيفية، أو النقل التعسفي، أو ما يُعرف بالحوافز.
بناء عقد اجتماعي جديد
السؤال هنا: هل لدينا القدرة على بناء عقد اجتماعي جديد؟ هل نستطيع تأسيس دولة المواطنة واحترام التنوع الموجود، وجعل مؤسسات الدولة تسعى في الأساس إلى رفاهية المجتمعات، لا إلى إعادة إنتاج التنميط؟
الفرق بين رقصة الجراري ورقصة أبغَذا
سؤال طارئ: ما الفرق بين رقصة الجراري في ثقافة بعض المجتمعات، ورقصة أبغذا في ثقافة مجتمعات أخرى؟ المشترك بينهما هو التواجد في جغرافيا واحدة، لكن التنميط يفرض أسئلته دائمًا على الفروق لا على المشترك.
ثورة 15 أبريل
لقد فتحت ثورة 15 أبريل كل أبواب المسكوت عنه منذ نشأة الجغرافيا السودانية، لطرح القضايا على مستواها الاجتماعي والرسمي، في سبيل الوصول إلى نقاط احترام متبادل بين الشعوب
إرسال التعليق