يحيى صديق : التعافي من الحرب يبدأ بإصلاح مؤسسات السلام
تابعنا جميعًا في منصات التواصل الاجتماعي ظهور اللجنة العليا لإعادة تأسيس وتخطيط الهلال الأحمر السوداني، وهي مبادرة مهمة لإحياء وإصلاح مؤسسة إنسانية وطنية أضعفتها الحروب والتنازع السياسي، وبدل أن تكون المؤسسة الأكبر في العمل الإنساني خلال حرب 15 أبريل نظرًا لأبعادها الدولية -انتماءها للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر- وتاريخها العريق منذ استقلال السودان -وقبلها فرعًا للصليب الأحمر البريطاني في الفترة الاستعمارية-إن إدراج الشباب والمتطوعين، وتحويل الجمعية لمؤسسة إنسانية بعيدة من الأجندة السياسية والأمنية ضرورة قصوى لمجتمعات أنهكتها الحرب، وبالضرورة فإن انخراط الفاعلين ضرورة تمليها الظروف وتؤكدها المبادئ.
أي الحلول يجب تقديمها؟، وأي الفاعلين يجب إدراجهم في عملية التأسيس؟
أيكون الإصلاح من أجل السلام والإعمار؟ أم من أجل إعادة ذات العقول القديمة والمتشبعة بالأمراض الأمنية والكيزانية؟
ما مصير المؤسسات الصحية؟ واي دور يجب لمتطوعي الهلال الأحمر القيام به من أجل إحياء النظام الصحي المنهار؟
ما مصير النظام التعليمي؟، مشاريع حصاد المياه؟ وملفات الأسرى ومتضرري الحرب؟
كل هذه الأسئلة يجب أن تسأل والزخم في أوجه بخصوص إعادة التأسيس؟
وكل هذه الأسئلة تحتاج لأن تطرح لرئيس اللجنة العليا لإعادة التأسيس والتخطيط، وأن يتفاعل المهتم معها، وأن يُدعم أي مسعى إصلاحي…
لكن الإصلاح يتوجب تذكير الناس بضرورة إبعاد الكوادر السياسية والأمنية من التحكم واللعب بالملفات الإنسانية الحيوية، وأن يُدعم أن تقدم أحسن الكوادر لمثل هذه المهمة لإعانة اللجنة العليا، وهي متوفرة في الداخل، ولا يعاني الإقليم من نقص فيها..
إن الوصول للشباب الفاعل، وتقديم الدورات التأهيلية اللازمة، وتأسيس جمعية قوية، أظنها الركائز الأساسية للتغيير، وهي أشواق وآمال مجتمعات تجاهلتها مؤسسات الدولة؛ وخانتها نخبها حينًا بعد حين..



إرسال التعليق