بابكر قاسم يكتب : قراءات في حرب المسيرات وديناميكية المشهد وإختصار الطريق
المراقب والمتابع لسير وديناميكية الحرب في السودان يجد ان ثمة أشياء ومتغيرات قد طرأت على المشهد العسكري والواقع العملياتي حسب تقدم وتراجع أداء طرفي الصراع على مستوى جبهات القتال المتقدمة في دارفور كردفان وماراءها في نطاق سيطرة كليهما..
عددا من العوامل المؤثرة أوجدت لنفسها حيزا كبيرا في هذه الحرب لاسيما في الآونة الأخيرة، العامل الأول الفعل السياسي الذي أحدثه تحالف تأسيس وتمرحله من فكرة إلى ائتلاف ومن مشروع إلى تجربة سياسية ناضجة حكومة الوحدة والسلام بكامل اجهزتها في العاصمة نيالا تمثل الشعب السوداني برمته، والعامل الثاني هو الضغوط الخارجية على المستوى الدولي والإقليمي، الرباعية مثلا ومايتبلور عنها من نتائج على واقع الحياة السياسية خاصة لدي حكومة بورتسودان بمواقفها المتشددة تجاه عملية وقف الحرب والاتجاه للتفاوض بدلا عن البندقية، والثالث هو أهمية تحالف صمود ومايشكله من إختراق سياسي وتكتيكي للوصول إلى واقع سياسي يحقق نفس نتيجة ماتخلص عليه نهاية الحرب بلا حرب وهو ابعاد الإسلاميين من المشهد، وهو ذات الهدف أشار إليه رئيس حكومة الوحدة والسلام الفريق أول محمد حمدان، في خطابه الاخير، تلك العوامل تشكل المحرك الأساسي للضغط على عملية إيقاف الحرب بل إنهائها والتوجه للوجهة الأساسية التي ينبغي أن تكون.
عامل آخر أحدث إختراقا كبيرا وربما يختصر ذلك الطريق الطويل والمتعثر طريق الدبلوماسية وسياسة “التحنيس” والترضية لإيجاد توازن والتزامات قد توفر اية فرص مروجة لطرف بورتسودان، حرب المسيرات الاستراتيجية، الانتحارية، الانفضاضية، والأهداف الدقيقة في عمق سيطرة الجيش، لها مابعدها وستكون القشة التي تقصم ظهر بعيره قبل بلوغ مسار الرحلة المخطط لها، وفي الوقت نفسه قد يتم الإعلان عن تحرير الفرقة السادسة الفاشر تحت أية لحظة ولاشك أن لمسألة الفاشر أثرها ونتائجها الوخيمة والكارثية على مستوى العلاقة بين الجيش والحركات المسلحة التي تقاتل بجانبه، ومستقبلها وحظوظها السياسية بل مسألة وجودها كاجسام عسكرية وسياسية في تلك الاجواء المضطربة في الاثناء تحتضر تلك (الفرقة)
خلال الأيام الماضية والحالية أحدث إعلام الدعم السريع نقلة نوعية للمشهد الميداني والعمل الكبير الذي تذله القوات في الجوانب الإنسانية والاجتماعية ذات الرسائل والمضامين السياسية في خطابها لمن هم في الفاشر :(عسكريين ومدنيين) مقرر بهم من قبل الجيش، إما عن طريق “التصبير”ونفخ الروح المنهارة أو استغلال المواطنين المحتجزين دروعا بشرية والمتاجرة بهم للعالم مستغلين الجانب الإنساني فكيف لمواطن ان يعيش في خندق أو ثكنة عسكرية تمطهرها السماء وابلا من النيران؟
هؤلاء هم ضحايا الاستغلال والمزايدة من قبل الجيش لاحظ الجميع كيف استقبلت عددا من الأسر أبنائها العائدون من الفاشر بموجب العام من قبل قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو امس!
حرب المسيرات الموجة الحالية وما يعقبها من أخر كفيلة باختصار ذلك الطريق الملتوي والمتعثر.. والوصول إلى سلام بعد حرب ودمار.


إرسال التعليق