عزيز الدودو يكتب : دروع بشرية في الفاشر: دعوة عاجلة لحماية المدنيين
مع اقتراب المعارك في الفاشر من منعطفها الحاسم، تتصاعد المخاوف من تحول المدينة إلى ساحة لمأساة إنسانية جديدة، حيث يصبح المدنيون وقوداً لصراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
التاريخ يعيد نفسه بمشاهد مروعة تذكرنا بحادثة الجنينة الأليمة، حين قامت الإستخبارات العسكرية بتسليح المدنيين وإقحامهم في معركة غير متكافئة ثم تركهم لمصيرهم. اليوم، تتكرر المشاهد في الفاشر ولكن بأساليب أكثر تعقيداً وخطورة.
ما يحدث الآن ينذر بكارثة إنسانية حقيقية. فآلاف المدنيين محتجزون داخل المدينة رغم المناشدات المتكررة وفتح ممرات آمنة من قبل قوات الدعم السريع إلا أن قوات الجيش والمليشيات المتحالفة معها تصر على إجبار المدنيين للبقاء واستخدامهم كدروع بشرية.
التقارير تؤكد تعرضهم للإجبار على أعمال السخرة كحفر الخنادق ونقل الذخائر، مما يضعهم في مرمى الخطر ويحولهم إلى دروع بشرية.
والأخطر من ذلك هو السيناريو الذي يلوح في الأفق: استهداف تجمعات المدنيين عمداً بواسطة الجيش ثم إلصاق التهمة بقوات الدعم السريع لتحقيق مكاسب سياسية وإثارة الإدانة الدولية. هذه اللعبة القذرة تستخدمها السلطة الإنقلابية للمتاجرة بدماء الأبرياء وتحقيق مكاسب سياسية من وراء إدانة قوات الدعم السريع بهذه الاتهامات المفبركة.
ما هي الإجراءات العاجلة اللازمة لحماية المدنيين؟ كيف يمكن منع استغلالهم في هذه الصراعات؟ وما دور المجتمع الدولي في كشف الحقائق ومنع التلاعب بالرويات؟
إن حماية المدنيين ليست خياراً، بل هي واجب إنساني وأخلاقي على جميع الأطراف. يجب العمل فوراً على:
1- تشكيل لجنة تحقيق محايدة للوقوف على الحقائق 2-فتح ممرات إنسانية حقيقية وآمنة لإخلاء المدنيين 3-مراقبة دولية مستقلة للمعارك وتحركات القوات 4-مساءلة من يثبت تورطه في استهداف المدنيين أو استخدامهم دروعاً بشرية
الوقت ينفد، والفاشر على شفا كارثة إنسانية. إن إنقاذ الأرواح البريئة يجب أن يكون الأولوية فوق كل الاعتبارات السياسية والعسكرية. فدماء المدنيين ليست ثمناً مقبولاً لأي نصر، وكرامة الإنسان ليست ورقة مساومة في أي صراع.
إرسال التعليق