إزالة قسرية تطال مئات الأسر شرق الاحامدة و الجيش في واجهة الاتهام

الخرطوم – صحيفة صوت الوحد

في انتهاك صارخ للحقوق الدستورية والإنسانية، نفذت اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم، بقيادة القوات المسلحة السودانية، حملة إزالة قسرية طالت منطقة شرق الأحامدة مربع 13 (أبو كرشولة)، صبيحة يوم الأحد 16 يونيو 2025، وسط استياء واسع من السكان المحليين.

وجرت العملية تحت إشراف والي الخرطوم المكلّف أحمد عثمان همزة، وبقيادة ميدانية لضابط برتبة مقدم، وبمشاركة وكيل نيابة وعدد من المهندسين من إدارة حماية الأراضي، مدعومين بثلاث آليات لودر. وأسفرت الحملة عن إزالة منازل أكثر من 200 أسرة، دون إخطار مسبق أو توفير بدائل سكنية، مما ترك السكان في العراء بلا مأوى، في ظل ظروف إنسانية قاسية.

ضحايا الحملة: فقراء، أرامل، أمهات شهداء وأطفال

السكان الذين استقروا في المنطقة منذ عام 2010، يمتلكون شهادات حيازة قانونية صادرة عن محلية بحري بإيصالات مدفوعة. وتشمل التركيبة السكانية فئات ضعيفة وهشة من المجتمع، من بينهم أرامل شهداء، أمهات، أطفال، وكبار سن، يُعانون من الفقر والتهميش.

ورغم أن الجهات المختصة ممثلة في مصلحة الأراضي ووزارة التخطيط العمراني وإدارة تنمية الريف، قد زارت المنطقة سابقًا وشرعت في إجراءات تقنين الوضع، وأفادت التقارير الرسمية بأن الأرض تقع ضمن المخططات المعروفة بمواقع “القطع 1/12 و1/1/3 و1/1/4 مطري أم ضريوة”، فإن اللجنة الأمنية قررت المضي في تنفيذ الإزالة بصورة مفاجئة وغير قانونية.

الجيش… يزيل منازل من صمدوا معه في الحرب

المفارقة المؤلمة أن هذه الحملة طالت حيًا كان في طليعة الدفاع عن العاصمة خلال حرب 15 أبريل. فوفق إفادات الأهالي، لم تسقط المنطقة بيد العدو مطلقًا، وكانت بمثابة درع بشري لقوات الشعب المسلحة، حيث تعرضت لقصف مدفعي مكثف، وسقط العديد من الشهداء من المدنيين والعسكريين على حد سواء.

ولم تكتف القوات المسلحة، بحسب الأهالي، بالتقاعس عن رد الجميل، بل شاركت في تنفيذ عملية الإزالة دون أي مراعاة لتضحيات السكان أو للوضع الإنساني الذي يعيشه الحي منذ سنوات، خصوصًا في ظل انعدام الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، والتي تم حرمان السكان منها بحجة عدم تقنين المنطقة.

تاريخ من الانتهاكات الرسمية

ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الحي لاعتداءات من قبل السلطات؛ فقد سبق لوالي الخرطوم الأسبق عبد الرحيم محمد حسين أن أمر بإزالات مماثلة، ما عمّق معاناة السكان وزاد من مشاعر الغبن والإقصاء التي تعيشها هذه المجتمعات منذ سنوات.

وكانت المنطقة قد استقبلت والي الخرطوم في زيارته أواخر العام الماضي، ورافقه حينها معتمد المحلية وقائد المنطقة العسكرية، في ما اعتُبر اعترافًا ضمنيًا بشرعية وجود السكان. غير أن هذا الاعتراف لم يمنع السلطات من تنفيذ الإزالة الوحشية لاحقًا

إرسال التعليق

لقد فاتك